Loading Offers..
Loading Offers..

صحيفة الإندبندنت: التهديد الأكبر للسلام في العراق ليس داعش.. صراعٌ أكبر يدور بين قطبين مهمين

طرد داعش من العراق، وسيطرت القوات العراقية على مدينة كركوك وبعض المدن الأخرى منهية بذلك حلم الأكراد في الاستقلال، لكن ذلك لا يعني نهاية الصدام في هذا البلد.

فما زالت الخلافات السياسية وربما العسكرية بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران سيدة الموقف في العراق، وهو ما يعد التهديد الأكبر لحالة الاستقرار في هذا البلد، بحسب صحيفة The Independent البريطانية.

القلق الذي تشعر به حكومة بغداد من التوتر الحاصل بين واشنطن وطهران انعكس في كلام رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية بداية هذا الأسبوع قال إنَّ قلقه الأكبر هو حدوث أزمة أميركية إيرانية. وأضاف: "ليست مهمَّتي حلّ خِلافات الطرفين، ولكنَّ مهمَّتي هي منع حدوث مواجهة بينهما داخل العراق". وكان يأمل ألا يتجاوز الشجب المتبادل بين واشنطن وطهران مستوى التصريحات.




دور سليماني في العراق







وجود القائد الإيراني في العراق، ولعبه عدة أدوار مهمة في المعارك هناك، بدءاً في معركة الموصل ووصولاً إلى السيطرة على كركوك، أثار حفيظة الولايات المتحدة.

وفقاً للصحيفة البريطاينة، تُعتبر حرب الدعاية في العراق حرباً ضروس وبلا مبادئ، إذ يدَّعي القادة الأكراد في أربيل وأغلب وسائل الإعلام العربية أنَّ إيران تُحكِم سيطرتها على بغداد، على الرغم من أنَّ الولايات المتحدة هي الحليف الرئيس للحكومة العراقية.

هذا الأمر يزعج بغداد ويشعرها بالقلق وذلك عندما يتم تصويرها كوكيلٍ لإيران يتلاعب بها السليماني وتعتمد على قوات الحشد الشعبي الشيعية شبه العسكرية.

وقال هوشيار زيباري، القيادي الكردي ووزير الخارجية العراقي الأسبق، في تغريدةٍ له الشهر الماضي: "إنَّ عدوان العراق، وميليشيات الحشد الشيعية، التي تقودها قوات الحرس الثوري الإيراني على كركوك اليوم للأسف بدأ حرباً جديدةً في العراق وكردستان".

وقال المسؤول العراقي البارز إنَّ السليماني لم يلتقِ أبداً العبادي أو أي شخصٍ آخر له أهمية حقيقية في بغداد، وفشل كذلك في عقد اجتماعٍ رسمي مع المرجع الشيعي الأكبر للشيعة علي السيستاني في مدينة النجف المقدسة. وقال: "في الحقيقة، النفوذ الإيراني على قوات الحشد تقلَّص على مرّ العامين الماضيين بسبب أنَّها لم تَعد تدفع لأغلب الجماعات، بخلاف كتائب حزب الله".

وتأكيداً لوجهة نظر الصحيفة البريطانية بقولها أن ما يحدث هو حرب دعائية بدون مبادئ، فإن مقطع فيديو نُشِرَ على الإنترنت لتفجير الأكراد لجسرٍ يمرُّ على نهر الزاب الصغير في مدينة آلتون كوبري، حيث تتواجه القوات العراقية والقوات الكردية، لمنع قوات الحشد الشعبي من التقدم إلى معاقل الأكراد، في الواقع هو نفس مقطع الفيديو لجسرٍ مختلفٍ تماماً في مدينة توبيكا، عاصمة ولاية كانساس الأميركية، يجري تدميره بانفجارٍ عن طريق جهاز تحكم عن بعد لتنفيذ إنشاءاتٍ جديدة.



قوات الحشد الشعبي







أصبحت قوة الحشد الشعبي اليوم محدودةً أكثر مقارنة بما كانت عليه عندما تأسست كحركةٍ شعبيةٍ قبل 3 أعوام بفتوى من آية الله العظمى السيستاني، على الرغم من أنَّ العديد من الجماعات شبه العسكرية مثل منظمة بدر، وعصائب أهل الحق، وكتائب حزب الله لديها تاريخٌ طويل من العمل في العراق. صدرت تلك الفتوى في يونيو/حزيران 2014، عندما فقد الجيش العراقي السيطرة على الموصل أمام تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وكان يبدو غير قادرٍ على الدفاع عن بغداد.

وأصبحت قوات الحشد، التي تُعتبر حالياً جزءاً من قوات الأمن العراقية وتتلقَّى رواتبها من الدولة، أقل استقلالية وأقل خضوعاً للنفوذ الإيراني، وذلك لأنَّ الحكومة العراقية أكثر قوة بكثير مما كانت عليه من قبل وفقاً للصحيفة البريطانية.

ولكن ليس هناك شكٌ في أنَّ السنة والأكراد يخشونهم، كما أنَّ لديهم سمعة سيئة في ما يتعلق بالطائفية والإجرام. وبالنسبة لزعمهم الخضوع لسلطة الدولة، فهناك مقولة عراقية تقول إنَّ هناك 4 مصادر للقانون في العراق: الحكومة، والسلطات الدينية، والقبائل، والحشد.

ويُنكِر قيس الخزعلي، 43 عاماً، الأمين العام لجماعة عصائب أهل الحق الشيعية شبه العسكرية، كون الجماعة طائفية أو خاضعة لسيطرة إيران. وجاوب على الأسئلة بسرعة وبلاغة، بينما كان يرتدي العمامة البيضاء والعباءة السوداء، وأظهر الوسطية في محاولةٍ لا تتسق مع ماضيه العنيف.


وقال الخزعلي، الذي كان ملازماً في القوات التابعة لرجل الدين القومي الشهير مقتدى الصدر، والذي انشق عنه عام 2004، إنَّ القوات الأميركية ينبغي أن تُغادر العراق لأنَّه لم تعد هناك حاجةٌ لبقائِهم. وقال: "إنَّهم لا يُريدون المغادرة، لكن نحن نستطيع إرغامهم على ذلك. فلدينا خبرةٌ في المقاومة. وإذا كان هناك تفويضٌ من البرلمان العراقي والشعب العراقي، فإنَّنا سنتصدَّى لهم". وسيكون ذلك كابوساً بالنسبة للعبادي، إن بدأت قوات الحشد الشعبي، التي تعتقد الولايات المتحدة أنَّها خاضعة للتوجيه الإيراني، في قتل الجنود الأميركيين.

وفي ما يتعلَّق بدور إيران وسليماني في استعادة مدينة كركوك، قال الخزعلي إنَّهم كانوا داعمين للعبادي وقوات الحكومة العراقية. وقال إنَّ ما قام به سليماني كان إيصال رسالة للأكراد أنَّ العبادي جادٌ للغاية، وأنَّهم قد لا يكونون قادرين على المقاومة.

وفي ما يتعلَّق بمستقبل قوات الحشد، قال: "في المستقبل يجب أن تندمج بالكامل مع القوات العسكرية العراقية، ويجب ألَّا تنخرط في السياسة". وسيعتمد الكثير في هذا الصدد على ما إذا كانت هناك مواجهة طويلة الأمد مع الأكراد في شمالي العراق، إذ في هذه الحالة ستحتاج بغداد لقواتٍ عسكريةٍ كبيرة، بما في ذلك قوات الحشد. كما حدث بدايةً من يوم الخميس، إذ تُهدد بغداد بإنهاء الهدنة والقيام بتحركٍ عسكري بعد الفشل في المحادثات حول سيطرة الحكومة المركزية على حدود كردستان.


وقال إنَّه قد يكون هذ الوقت المناسب للشيعة للنظر إلى السنة بدلاً من الأكراد كشُركاءٍ جُدد في إدارة العراق. ورداً على سؤال ما إذا كان يعتقد أنَّ عصر الحروب في العراق قد انتهى، قال إنَّ "العراق مثل أليس في بلاد العجائب، لا يمكنك التنبؤ بما سيحدث لاحقاً".
وكانت القوات البريطانية قد ألقت القبض على الخزعلي عام 2007، وأُطلِقَ سراحُه في عملية تبادل مقابل رهينة بريطاني عام 2010. وخلال حديثه من مكتبه في مدينة النجف في لقاءٍ مع صحيفة الإندبندنت البريطانية، كان متحمساً للتأكيد على أنَّ الجماعة لم تكن طائفية أو تابعة لإيران. ورداً على الاتهام بالقيام بعمليات قتلٍ طائفية، قال: "إنَّها إحدى أكاذيبهم. لم يكن هناك تطهيرٌ طائفي. وأؤكد بشدة.. نحن لم نُحضِر عائلاتٍ شيعية إلى المناطق السنية".