Loading Offers..
Loading Offers..

مؤَيد جمعة: مهندس فلسطيني يبتكر لاصقا لتقوية إشارات الإنترنت

يواصل المهندس الفلسطيني مؤيد جمعة الريماوي (31 عاما)، من سكان قرية بيت ريما، شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، منذ عدة أشهر، تكثيف جهوده لتطوير وإطلاق ابتكاره الجديد، وهو عبارة عن لاصق مقوٍ للبث اللاسلكي، خاص في أجهزة الهواتف النقالة، "wireless sticker"، بأقل التكاليف وأسهل الطرق.

يوضح الريماوي لـ"العربي الجديد"، أن الفكرة انبثقت من الحاجة لتقوية إشارة الإنترنت على الهواتف النقالة، بتكاليف منخفضة وطريقة سهلة، كون اللاصق المبتكر لا يتطلب وجود دارات كهربائية، لكنه يعتمد على خصائص بعض المواد الطبيعية، من حيث قدرتها على تجميع الإشارة اللاسلكية.

ويشرح أنه "يتم تركيب اللاصق بطريقة محددة، ويتمحور عمله كمستقبل للإشارة ويجمِّع الموجات اللاسلكية المشتتة ويقوم بتركيزها، وبهذه الطريقة يزيد الإشارة والالتقاط، بحيث يركز في أجهزة الهواتف النقالة بشكل عام، أو القطعة التي تركب على الجهاز، بما يحقق زيادة إشارتها والتقاطها".

اللاصق، بحسب الريماوي، يعمل على تجميع الإشارات لتصل إلى ما بين 2 و5 في المائة، ومن الممكن أن يستخدم هذا اللاصق على جهاز الحاسوب المحمول أو الجهاز المستقبل للإنترنت الراوتر، وأي جهاز مستقبل بنظام لاسلكي.

ويؤكد الريماوي أنه "لا يوجد لاصق بهذه الصفات في فلسطين أو العالم، فالعالم يتجه للقطع الإلكترونية أكثر، وبما أن الإمكانيات في فلسطين شحيحة إلكترونيا، فقد اتجهت لأكتشف أسرار المواد وتعاملها مع الإشارة اللاسلكية، والأبعاد والتشكيلة المناسبة لتحقق هذا الهدف، ونجحت في صنع قطعة تجمع ما بين تقوية الإشارة اللاسلكية والشبكة نفسها".

لم يكتف الريماوي بنجاحه في تقوية لقط الإشارة على أجهزة الاستقبال في الهواتف النقالة، بل إنه يعمل على تطوير نموذج يحقق زيادة الإشارة لأكثر من 5 درجات، والإشارة يتم قراءتها ضمن برنامج يسمى db، ولا تحتاج الإشارة لتقويتها عبر اللاصق إلى أي تطبيق معين على الهاتف، لكن بحاجة لأن تركب في المكان الصحيح على الغطاء الخلفي له، لأنه هو مستقبل الإشارة وبالعادة يكون أقرب للكاميرا في الهاتف النقال.

هذا اللاصق الجديد عبارة عن مقوٍ لالتقاط الإنترنت اللاسلكي، ويدعم شبكتي 3 و4 g، أما اللافت في هذا الابتكار كذلك، فإن اللاصق لا يستهلك طاقة من الجهاز، بل يزيد عمر البطارية، لأن أكثر ما يستنزف البطارية عملية استقبال الإشارات، واللاصق يسهل استقبال الإشارة وهو يخفف هذا الاستنزاف.

ويؤكد الريماوي أن حبه للإلكترونيات والابتعاد عن التعقيدات في الدارات الإلكترونية، قاده إلى ابتكار هذا اللاصق، بالاعتماد على التجارب العملية، وكذلك عبر توظيف الخصائص الطبيعية لبعض المواد.

وبعد عدة تجارب، قام الريماوي بصناعة عدد من اللواصق وأرسلها إلى أصدقائه، وكانت نتيجة هذه التجربة جيدة، بينما تواصل مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات الفلسطينية، الذين أعجبوا بفكرته، وطلبوا منه تسجيله كبراءة اختراع في وزارة الاقتصاد الوطني الفلسطيني وحاول تسجيلها كرسم صناعي كذلك، بينما يطمح الريماوي لتسويق لاصقه عالميا، ويسعى حاليا للحصول على ترخيص لمنتجه من أجل تسويقه، حيث يتوقع بيعه بنحو 50 شيقلا "15 دولارا تقريبا".

ومن خلال التجارب، التي قام بها الريماوي، فقد أنتج لاصقه بمواصفات معينة، بحيث يبلغ عرضه 3-5 ملم وطول بين 2- 4 سم، ويتم وضعه تحت غطاء البطارية داخل الجهاز، ليعطي كفاءة أكبر للإشارة، وفي مكانه هذا لا يحدث أي تغيير للشكل الخارجي للجهاز، ويتكون اللاصق من قطعتين، قطعة من أجل تقوية الإشارة اللاسلكية وتوضع في الأعلى وقطعة أخرى لزيادة التقاط الشبكة في الأسفل، وبالتالي زيادة سرعة شبكتي 3 و4 g.

يعمل الريماوي حاليا محاضرا في جامعة بيرزيت شمال رام الله بكلية الهندسة، ويحمل درجة الماجستير في التخطيط العمراني والحضري، وله مشاريع سابقة كالطوبة الذكية وتجارب ومحاولات في مجال تطوير الإسمنت والخلطات الإسمنتية، وأيضا خلطات لعزل الرطوبة، وطموحه في مجال الإلكترونيات والتجربة فيه دفعه لابتكار هذا اللاصق، ليجمع ما بين الاستفادة من خصائص المواد الطبيعية والإلكترونيات.